قال أحمد في "مسنده" (2/169) : حدثنا سليمان بن حرب ، حدثنا حماد بن زيد ، عن الصقعب بن زهير ، عن زيد بن أسلم ، قال حماد : أظنه عن عطاء بن يسار ، عن عبد الله بن عمرو، قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فجاء رجل من أهل البادية ، عليه جبة سيجان مزرورة بالديباج ، فقال: ألا إن صاحبكم هذا قد وضع كل فارس ابن فارس قال: يريد أن يضع كل فارس ابن فارس ، ويرفع كل راع ابن راع قال: فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمجامع جبته ، وقال: " ألا أرى عليك لباس من لا يعقل " ، ثم قال : " إن نبي الله نوحا صلى الله عليه وسلم لما حضرته الوفاة قال لابنه : إني قاص عليك الوصية : آمرك باثنتين ، وأنهاك عن اثنتين، آمرك بلا إله إلا الله ، فإن السموات السبع ، والأرضين السبع ، لو وضعت في كفة ، ووضعت لا إله إلا الله في كفة ، رجحت بهن لا إله إلا الله ، ولو أن السموات السبع ، والأرضين السبع ، كن حلقة مبهمة ، قصمتهن لا إله إلا الله ، وسبحان الله وبحمده ، فإنها صلاة كل شيء ، وبها يرزق الخلق ، وأنهاك عن الشرك والكبر " قال: قلت أو قيل يا رسول الله : هذا الشرك قد عرفناه ، فما الكبر؟ قال: الكبر أن يكون لأحدنا نعلان حسنتان لهما شراكان حسنان ؟ ، قال: " لا " قال: هو أن يكون لأحدنا حلة يلبسها ؟ قال : " لا " قال: الكبر هو أن يكون لأحدنا دابة يركبها ؟ قال : " لا " قال : أفهو أن يكون لأحدنا أصحاب يجلسون إليه ؟ قال: " لا " قيل: يا رسول الله، فما الكبر ؟ قال: " سفه الحق ، وغمص الناس " .
قلت : هذا حديث صحيح لذاته ، والشك من حماد لا يقدح في صحته ، اذ تابعه جرير بن حازم [أخرجه أحمد في مسنده (2/225) ] بدون شك ، والحديث صححه الحاكم .