قال أحمد في "مسنده" (6/26) : حدثنا علي بن بحر ، قال : حدثنا محمد بن حمير الحمصي ، قال : حدثني إبراهيم بن أبي عبلة ، عن الوليد بن عبد الرحمن الجرشي ، قال : حدثنا جبير بن نفير ، عن عوف بن مالك ، أنه قال : بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فنظر في السماء ، ثم قال : " هذا أوان العلم أن يرفع " ، فقال له رجل من الأنصار يقال له زياد بن لبيد : أيرفع العلم يا رسول الله وفينا كتاب الله ، وقد علمناه أبناءنا ونساءنا ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن كنت لأظنك من أفقه أهل المدينة " ، ثم ذكر ضلالة أهل الكتابين ، وعندهما ما عندهما من كتاب الله عز وجل ، فلقي جبير بن نفير شداد بن أوس بالمصلى ، فحدثه هذا الحديث ، عن عوف بن مالك ، فقال : صدق عوف ، ثم قال : وهل تدري ما رفع العلم ؟ قال : قلت : لا أدري ، قال : ذهاب أوعيته ، قال : وهل تدري أي العلم أول أن يرفع ؟ قال : قلت : لا أدري ، قال : الخشوع ، حتى لا تكاد ترى خاشعا .
قلت : هذا حديث صحيح لذاته ، وهذا اسناد حسن لذاته لأجل محمد بن حمير وهو صدوق حسن الحديث ، وقد توبع تابعه الليث بن سعد [أخرجه ابن حبان في صحيحه (4572) و (6720)] ، والحديث صححه ابن حبان .