قال يعقوب بن سفيان الفسوي في "المعرفة والتاريخ" (1/338-339) : حدثنا العباس بن الوليد بن مزيد ، حدثنا أبي ، حدثنا ابن جابر ، حدثني ربيعة بن يزيد ، قال: قدم أبو كبشة السلولي دمشق في ولاية عبد الملك ، فقال له عبد الله بن عامر: ما أقدمك ؟ لعلك قدمت تسأل أمير المؤمنين شيئا ؟ ، قال: وأنا أسأل أحدا شيئا بعد الذي حدثني سهل بن الحنظلية ، قال عبد الله بن عامر: وما الذي حدثك ؟ ، قال: سمعته يقول: قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم عيينة بن بدر والأقرع بن حابس فسألاه ، فدعا معاوية فأمره بشيء لا أدري ما هو ، فانطلق معاوية فجاء بصحيفتين ، فألقى إلى عيينة بن بدر إحداهما- وكان أحلم الرجلين- فربطها في يد عمامته ، وألقى الأخرى إلى الأقرع بن حابس فقال لمعاوية: ما فيها ؟ فقال: فيها الذي أمر به ، قال : بئس وافد قومي إن أنا أتيتهم بصحيفة أحملها لا أعلم ما فيها كصحيفة المتلمس ، قال: ورسول الله صلى الله عليه وسلم مقبل على رجل يحدثه فلما سمع مقالته أخذ الصحيفة ففضها فإذا فيها الذي أمر به فألقاها ، ثم قام وتبعه حتى مر بباب المسجد فإذا بعير مناخ ، فقال: " أين صاحب البعير؟ " ، فابتغي فلم يوجد ، فقال : " اتقوا الله في هذه البهائم ، اركبوها صحاحا ، وكلوها صحاحا " ، ثم تبعته حتى دخل منزله فقال كالمتسخط آنفا: " إنه من يسأل الناس عن ظهر الغنى فإنما يستكثر من جمر جهنم " ، فقلت: يا رسول الله ، وما ظهر الغنى؟ قال: " أن تعلم أن عند أهلك ما يغديهم أو يعشيهم " ، قال: فأنا أسأل أحدا شيئا بعد هذا ! .
قلت : هذا حديث صحيح لذاته ، وصححه ابن خزيمة وابن حبان .