قال أحمد في "مسنده" (5/197) : حدثنا أبو النضر , حدثنا عبد الحميد بن بهرام , حدثنا شهر بن حوشب , حدثنا عبد الرحمن بن غنم , أنه زار أبا الدرداء بحمص , فمكث عنده ليالي , فأمر بحماره فأوكف , فقال أبو الدرداء : ما أراني إلا متبعك , فأمر بحماره , فأسرج فسارا جميعا على حماريهما , فلقيا رجلا شهد الجمعة بالأمس عند معاوية بالجابية , فعرفهما الرجل ولم يعرفاه , فأخبرهما خبر الناس , ثم إن الرجل قال : وخبر آخر كرهت أن أخبركما , أراكما تكرهانه , فقال أبو الدرداء : فلعل أبا ذر نفي , قال : نعم , والله فاسترجع أبو الدرداء وصاحبه قريبا من عشر مرات , ثم قال أبو الدرداء : ارتقبهم واصطبر كما قيل لأصحاب الناقة , اللهم إن كذبوا أبا ذر فإني لا أكذبه , اللهم وإن اتهموه فإني لا أتهمه , اللهم وإن استغشوه فإني لا أستغشه , فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأتمنه حين لا يأتمن أحدا , ويسر إليه حين لا يسر إلى أحد , أما والذي نفس أبي الدرداء بيده , لو أن أبا ذر قطع يميني ما أبغضته بعد الذي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " ما أظلت الخضراء , ولا أقلت الغبراء من ذي لهجة أصدق من أبي ذر " .
قلت : حديث حسن لذاته ، لأجل شهر بن حوشب وهو صدوق حسن الحديث .