قال الطيالسي في "مسنده" (557) : حدثنا شعبة ، قال : أخبرني أبو جمرة ، قال : سمعت إياس بن قتادة ، عن قيس بن عباد ، قال : قدمت المدينة للقاء أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ، فلم يكن فيهم أحد أحب إلي لقاء من أبي بن كعب ، فقمت في الصف الأول ، وخرج عمر مع أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ، فجاء رجل فنظر في وجوه القوم فعرفهم غيري ، فنحاني وقام في مكاني فما عقلت صلاتي ، فلما صلى قال لي : يا فتى ، لا يسوءك الله ، فإني لم آت الذي أتيت بجهالة ، ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال لنا : " كونوا في الصف الذي يليني " ، وإني نظرت في وجوه القوم فعرفتهم غيرك ، ثم حدث فما رأيت الرجال متحت أعناقها إلى شيء متوحها إليه ، فسمعته يقول : هلك أهل العقدة ورب الكعبة ، قالها ثلاثا ، هلكوا وأهلكوا ، أما إني لا آسى عليهم ، ولكني آسى على من يهلكون من المسلمين ، فإذا الرجل أبي بن كعب . قال أبو داود : أهل العقدة : ما أهراق عليه الدماء واغتصبه ، ثم اعتقده .
قلت : حديث صحيح لذاته ، وصححه ابن خزيمة وابن حبان والحاكم ، واجتباه النسائي .